تعودت أن أرى قداسة  البابا تواضروس الثانى، وهو أسقفا عاما للبحيرة  خلال مشاركتى أ نا و زملائى و الخُدام  بكنيسة  السيدة العذراء بالفجالة  فى "معسكرالعمل" الذى يُعقد سنوياً لخدمة أخوة الرب تحت إشراف الكنيسة وآبائهاالموقرين.  

   

 

 

"معسكر العمل" هذا ينعقد كل عام، بهدف عمل سراير نوم خشبية لأخوة الرب وعدد من الكراتين تحتوى كل واحدة منها على بعض الأطعمة الجافة مثل الأرز والمكرونة والفول المدمس والعدس واللوبيا والفصوليا والسمن بالإضافة للشاى والسكر ..والفريك مؤخراً .

وفى المعسكر الأخير الذى جاء فى الفترة من 6 إلى 8 أكتوبر الماضي والذى عُقد فى بيت اسقفية الخدمات العامة بأبو تلات ، حيث شارك هذه المرة حوالى 160 شابا وفتاة ومنهم الخُدام والخادمات، بالإضافة إلى آباء الكنيسة المباركين تم عمل 80 سرير وألف كرتونة  طعام  جاف تكفى ألف أسرة مكونة من 5 أفرد لمدة شهر تقريباً ،هذه الأسر تعيش حياة قاصية للغاية ولا مُعيل لها غير ربنا.

 وأعتقد أن استمرارية هذا المعسكر واتساعه وتقدم أسلوب وآليات العمل فيه ترجع للدعم الروحى والمعنوى الذى كان يقدمه الأنبا  تواضروس الأسقف العام بالبحيره، والذى أصبح الآن قداسة البابا تواضروس الثانى. حيث إعتدنا أن يقضى معنا بعض الوقت حسبما تيسر لنيافته من الوقت، فقد كان يتفقد سير العمل وسطنا،مُظهراً إعجابه بما يراه من إنجاز للمجموعة. وكان دائم التشجيع لنا بالكلمة والفعل، فقد كان يُيسر لنا الكثير من الأمور التى كُنا نحتاجها لتنفيذ مُهمتنا، ولا ننسى كرم ضيافته لنا.    

وكان يُحدثنا الأنبا تواضروس عن قيمة وأهمية العمل الجماعى خاصة إذا إعتاده الإنسان منذ الصغر، وكانت تأملاته جميلة مُستوحاه مما نقوم بعمله وبين أيدينا، مُتشبهاً بالسيد المسيح عندما كان يطرح الأمثلة على التلاميذ وكل مُستمعيه ومن واقع حياتهم. لقد كان حقاً دائم التأكيد على أهمية العمل بروح الفريق فى أى مكان ووسط أى ظروف، حتى يكون هذا العمل ملىء بالبركة والإكتمال...

كل ذلك التشجيع الذى تراكم عام وراء عام من جانب قداسته، جعلنا نُحول المكان الذى نُقيم فيه مُعسكرنا السنوى لخلية نحل، الكل يعمل وكأننا فى موقع  انتاج حقيقي، فهُناك تقسيم للعمل وبشكل متخصص إلى حد كبير، البعض يعمل فى  النجارة ومنها التركيب والصنفرة والدهان ثُم حلها مرة أخرى لتحميلها على سيارات النقل، ومجموعة أخرى تقوم بتعبئة كراتين الأكل، كما تجد مَن يتصل بالسائقين للاتفاق على أمور النقل وتأكيد المواعيد  ودفع الحساب، ومن جهة أخرى تجد  مَن يعد المشروبات لتقديمها .. وهكذا الكل يعمل فى جو روحى، وإذا جاء الأنبا تواضروس والعمل لازال مستمراً فأنه بالطبع كان يُشاركنا، وكان يسأل عن التفاصيل و يُبدى أراءه وإرشاده بشىء ممزوج بالفُكاهة والأفشات التى لا تختلف كثيراًعن التى عَرفناها من البابا شنودة فى الكثيرمن المواقف، مما  كان يُسعدنا كثيراً و كُنا ننتظر وصوله إلينا حيث نُقيم  بإشتياق شديد... وفى المعسكر الأخير أخذ يُعبىء الكراتين بنفسه  وكانت هناك فرحة  كبيرة عند الإنتهاء من الكرتونة رقم 1000 ونحن حوله نلتقط الصور التذكارية معه، ونستمع لتعليقاته المرحة والتى لا تخلو من العبر والمواقف، كما كُنا نحكي لنيافته عن ما نراه أثناء قيامنا بتوزيع السراير والكراتين لأخوة الرب الذين يعيشون فى بيوت بسيطة للغاية قد تخلو من أبسط الأشياء الضرورية للمعيشة، بالإضافة إلى المعاناه من أمراض كثيرة ومنها المُزمنة التى قد تجعل صاحبها غير قادر على العمل، وكان بدوره يقدم لنا التعاليم الروحية والحياتية.

و كان يأتى الأنبا  تواضروس فى المساء تقريباً نجلس من حوله  لننصت  لكلماته وتأملاته المريحة للنفس والعقل والروح. وأذكرأننى فى المعسكر الأخير أخذت أسـأل نفسى وأنا أستمع لحديثه وسط  زملائى هل سيكون هذا الآب هو اختيار الرعية والمسيح على كرسى مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية خلفاً للبابا شنودة ...                                

لقد كُنا شباب وشابات  كنيسة السيدة العذراء الفجالة وكما نطلق على أنفسنا "فجالاوية" نشعر بالفرحة والسعادة لسبب وجود الأنبا تواضروس معنا، فمن كلماته: "اسلكوا فى حياتكم بعقل مُنفتح وفكر مُتسع مع روح مُتضع".

 ومن النقاط التى سجلها صديقى بسنتى عادل المحامى فى مفكرته لنيافته "أن الرجل الأمين كثير البركات، لآنه يسلك بالتدقيق فى وقته وسلوكه وبشكل يتسم بالحكمة، مُشيراً إلى الشحصيات الكتابية التى كانت أمينة فى حياتها كيوسف الصديق ودانيال النبيى وراعوث، مُوكداً على أهمية السلوك بالتدقيق فى خصوصيتنا وفى ماديتناً وفى تعاملنا مع الجميع، مع عدم الاستهانة بالوصية أو الجسد أو الُمعاشرات الردية". ومن الأمور التى تحدث فيها الأنبا تواضروس و تتصل  بالشباب هى العوامل الهامة فى اختيار شريك الحياة قائلاً : أولاً أن  يكون ابن أوبنت ربنا، ومن  ثُم  توفر التوافق الأسرى، مع  وجود  تناسب اجتماعى وعمرى  ودراسى، و إمكانيات مناسبة لبدء الحياة، واستعداد لتحمل المسئولية... فالزواج جهاد

.

 
 
 
 
 

 

 

Copyright © 2011 St. Mary Church Fagala - All Rights Reserved.