كان الحمار حزيناً على الدوام ومتذمراً ، فإن
صاحبه مزارع ، يستيقظ قبل صياح الديك ويأخذ
حماره إلى الحقل ، ويضع عليه الكثير من
الخضراوات والفواكه، ويذهب إلى سوق الجملة لكي
يبيع المزارع محاصيله للتجار .
كان الحمار
يعود إلى السوق والظلام لا زال باقياً ، فيعبر
في طريقة على الكثير من الحمير ويجدهم لا
يزالوا نائمين ، فكان دائم السخط ، حاسباً أن
حظه غاية في السوء أن هذا المزارع قد اشتراه
ليذله بالعمل الشاق ، ويحرمه من نوم الفجر
بينما كل زملائه الحمير يتمتعون بهذا النوم .
لجا الحمار
إلى حيلة ، فتظاهر بالمرض والعجز عن العمل ،
وأضطر المزارع إلى بيعة فأشتراه دباغ جلود ،
فرح الحمار أنه تخلص من المزارع الذي يوقظه
قبل صياح الديك ، وبالفعل كان الدباغ يبدأ
عملة بعد شروق الشمس ، لكنة كان يضع عليه جلود
حيوانات رائحتها كريهة للغاية ، فقد الحمار
طعم الحياة بسبب الرائحة الكريهة .
عندئذ أدرك
الحمار أن سر تعاسته ليس قلة النوم ولا نوع
الأحمال التي توضع عليه ، وإنما قلبه الذي لا
يعرف الشكر ولا الرضا .
|